في العام ٢٠٠٣م حصلت الانتخابات البرلمانية – انتخاب أعضاء مجلس النواب- وكان التنافس شديدا ومحموما في محافظة صعدة، وبالذات مديريات (مجز, ورازح، وحيدان) وهذا الذي يعنينا في موضوعنا هذا، ففي مديرية مجز ترشح الشيخ/ عبد السلام هشول -نائب رئيس مجلس النواب حاليا- مستقلا ورمزه الانتخابي الصقر, وفي رازح ترشح الشهيد الدكتور/ عبد الكريم جدبان مستقلا ورمزه الصقر أيضا، وفي مديرية حيدان كان الأغلب يتسائل هل سيترشح السيد حسين بدر الدين للبرلمان؟ طبعا حسب نظرة وتفكير من لا يعرف المستوى والدور الكبير الذي أصبح السيد “رضوان الله عليه” مؤهلا ومرشحا له من قبل الله سبحانه وتعالى، أما أبناء المنطقة فكانوا يقولون الذي يوجهنا سيدي حسين بترشيحه وانتخابه فنحن مسلمون، حينها ترشح الأستاذ السيد/ يحيى بدر الدين الحوثي مستقلا وكان رمزه الانتخابي الشجرة، وشهدت تلك الفترة صراعا انتخابيا وتنافسا شديدا جدا في المديريات المذكورة، وكان للشعار والمكبرين كما كانوا يسمونهم دورا وحضوا بارزا ومهما في حسم الصراع الانتخابي الذي كانت تدور رحاه بين مرشحي المؤتمر والإصلاح، وهؤلاء المرشحين الثلاثة المذكورين سابقا، في مديرية رازح كان هناك مرشح آخر مستقل من المكبرين هو الشهيد العلامة/ أحمد قاسم مسفر “أبو خالد”، وهنا كان الناس في هذه المديرية في حيرة من أمرهم لصالح من يدلون بأصواتهم هل للشهيد جدبان؟ أم للشهيد أبو خالد؟ وكليهما من علماء الزيدية الأجلاء وفي دائرة واحدة، المفاجئ في الأمر بالنسبة لنا هو صدور توجيهات من السيد حسين للعلامة أبو خالد بالتنازل والانسحاب لصالح المرشح عبد الكريم جدبان الذي كان موقفه معارضا للشعار والمكبرين في المنطقة مقابل أن تتوحد الجهود، وأن يكف عن معارضة الشعار والمكبرين، وعقد اجتماع شاهر ظاهر في مركز حمزة بشعارة بين الطرفين وصياغة ورقة اتفاق بذلك وأعلن “أبو خالد” انسحابه لصالح الشهيد جدبان “رحمهما الله جميعا” بالنسبة لنا ومجموعة من الشباب لم يكن الأمر رائقا ولا مقبولا حيث كنا متشددين ومستائين من موقف الشهيد جدبان، وكنا نرى بحسب نظرتنا أن هناك بدلاء آخرين وموقفهم من المسيرة والشعار إيجابي، وأعربنا عن استيائنا وتبرمنا للشهيد “أبو خالد” فأجاب عليكم أن تذهبوا لسيدي حسين أو تتواصلوا معه، قررنا جميعا التواصل مع سيدي حسين وكلفت بهذه المهمة باعتباري من طلابه ويعرفني جيدا حسب كلام الإخوان، وافقت على ذلك واتصلت به هاتفيا الساعة ال٨ مساء تقريبا حيث كان لا يزال يستخدم التلفون، وهذا ما أريد أن أتحدث عنه باختصار.
أنا: السلام عليكم سيدي الكريم ومساكم الله بالخير، السيد/ يرد التحية بأحسن منها مرحبا ومسهلا، قلت له معكم فلان أريد التحدث معكم في موضوع الانتخابات عندنا في البلاد وكلفني الأخوة بالتواصل معك.، السيد يرحب قائلا تفضل، طرحت له ما تكلمت به سابقا من وعن وجهة نظرنا، وموقف الشهيد جدبان المتعصب ضدنا والتأليب علينا وووو…إلخ، تكلم السيد وبدأ يجيب ويوضح، ولكن خلص الرصيد وقطع الاتصال بيننا، آآآه يا أسفاه…لحظات ويتصل السيد بنفسه، وأخذ يشرح لي الموقف والوضعية والمرحلة ومتطلباتها، وما علي أن أقوله وأعمله مع الأخوة، ومن أهم وأبرز ما قال مما لا زلت أذكره ما يلي:
– لا تهم المواقف الحاصلة من الأخ عبد الكريم جدبان حاليا، وإن شاء الله يتفهم، وتتغير نظرته، وقد تفاهمنا معه على ذلك، وناقشنا طبيعة موقفه، وهناك تفاهمات جيدة.
– لا يهمنا فوز الأخ عبد الكريم، الذي يهمنا أن تتوحد جهودنا لأنه واحد مننا الزيدية، وهذا تقييمه وتصنيفه، بغض النظر عن موقفه، ويهمنا أن تتجمع الجهود والأصوات لنشكل رقما، ونكون في مرتبة متقدمة في المنافسة في أعلى السلم، ولا نكون في آخر السلم، لأن صعوده وسقوطه هو صعود وسقوط للزيدية بغض النظر عن موقفه، ويجب أن تفهموا هذا، وتحرصوا أن نكون رقما كبيرا.
– قلت له: لكن…، ولكن…، قال أنا أسألك سؤال لو حضرت الصلاة وأنتم موجودون، وكل هؤلاء المرشحين عندكم موجودون أيضا من ستقدمون للصلاة إماما لكم يصلي بكم من هؤلاء المرشحين؟ ومن سيقدم الحاضرون يصلي بهم؟ قلت له: أما هذه أكيد عبد الكريم جدبان، قال: إذا الذي تقدموه وترتضوا به لكم إماما في صلاتكم يجب أن تقدموه في دنياكم وأعمالكم، حينها لم أدر ما أقول، وبماذا أتحدث، سكت قليلا وأحرجت ثم قلت له واضح، شكرا لك، والعفو منك سيدي الكريم، قال شكرا، وأبلغ كلامنا هذا وسلامنا للشباب وجميع الإخوان…. يتبع.
#ميديا_أنصار_الله