دع عنك كل تلك الأحاديث التي قدمت الدين مفكك حتى فككت لحمة المجتمعات المسلمة والروابط الأخوية والودية مابين الاغنياء والفقراء, وزرعت الحقد والكراهية بين مختلف الطبقات في المجتمع, كما زرعت الكبر والتعالي ونظرة الإستحقار لمن لا يمتلكون قوت يومهم عند البعض !!
ودع عنك ذلك الفضل الذي تخرجه من جيبك أو من جميع أموالك سواء الأراضي الزراعية أو الذهب أو مكتسبات التجارة ,ولتعي جيدآ أن دين الله مترابط وكل آية هي مكملة للأخرى وبأن ما تخرجه من مالك من صدقة أو زكاة هو من حق الله ومن حق الفقراء
{وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}.
ولنعلم بِانّا جميعاً متساوون عندالله ولا يوجد فرق بيننا الا بالتقوى {إن أكرمكم عند الله اتقاكم } لذلك فلتكن نظرتنا ومعاييرنا قرآنية وكل فرد في المجتمع يقوم بتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه بتوجيه من الله, وللننطلق جميعاً للإتصاف بصفات المؤمنين المعروفة في القرآن الكريم والذين قال الله عنهم بأنهم هم المفلحون.
هناك الكثير من الآيات القرآنية العظيمة والبينة والتي قدمت الحلول والمعالجات للحد من التسول والفقر والمجاعة والعَوز, وقد تغطي هذه الطريقة تكاليف الفقراء بشكل عام, لكن ماينقص هذه الفريضة هو الإيمان العملي والفعلي بها في أرض الواقع وليس الإيمان بمشروعيتها كركن رابع من أركان الإسلام فقط,الا وهي فريضة (الزكاة) والتي هي حق معلوم فرضها الله على كافة الأغنياء وجميع من يمتلكون أموال ورقية وغيرها حال عليها الحول,كذلك زكاة المال في ما تخرجه الأرض بقوله تعالى {واتو حقه يوم حصاده}
كذلك الله سبحانه وتعالى ربط رحمته التي يرجوها جميع المؤمنين بإخراج الزكاة أو إيتأها لمن يستحقها وصرفها في مصارف الزكاة المعروفة, بقوله تعالى {وَرَحۡمَتِی وَسِعَتۡ كُلَّ شَیۡءࣲۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِینَ هُم بِـَٔایَـٰتِنَا یُؤمنون}
مؤخراً لاحظنا نشاط ملموس وجهود طيبة وجبارة للهيئة العامة للزكاة, وهذا ما أفتقر إليه المجمتع اليمني الفقير منذ عشرات من السنين مضت وأكل فيها الفاسدون حقوق الفقراء من الزكاة والصدقات والمساعدات الإنسانية من داخل اليمن وخارجه, إلا أن الهيئة العامة للزكاة قد أعادت نبض الحياة للفقراء والمحتاجين في كثير من المناطق خاصة أولئك المتعففين في منازلهم الذين قال الله عنهم {يَحُسِبُّهمٌ الُجْاُهلُ أغًنَيَاء مٌنَ الُتْْعفَفَ} ,وما ينقصنا غير التجاوب والإيمان والخضوع لتوجيه الله تعالى وتزكية النفس بإخراج الزكاة وتسليمها للهيئة العامة للزكاة
أخيراً فلنتق الله ربنا في أنفسنا وفي من حولنا من المحتاجْين والفقراء ولنبحث عن عمل الخير لا أن ننتظره حتى يطرق أبواب منازلنا, فالجنة التي يطمح بالفوز بها جميع المؤمنين قد طرح الله شروط عديدة وسبيل واحد للوصول إليها, فلنزكي أنفُسنا ولنصلح في ما بيننا وبين الله, والعاقبة للمتقين.