بخصوص موضوع السنة والحديث أكد “رضوان الله عليه” بأنه لا ينكر السنة، وهذا غير صحيح، وادعاء باطل، وإنما هو يبين ويوضح معنى السنة التي هي في اللغة العادة والطريقة، والسنة في اللغة هي تنطبق على السيرة التي من المفترض أن تدرس وتحلل حركة النبي وسيرته،
والتعريف الاصطلاحي للسنة غير دقيق وغير صحيح لأنه لا يطلق على قول الشخص وكلامه “سنته” أو “السنة” فلا يقال لكلام وأقوال زهير أو امرؤ القيس مثلا وغيرهم سنته، بل يقال قوله، قصيدته، حديثه، وأيضا فلا خلاف أن ما يسمى بالسنة غير متفق عليه لدى الجميع، وهم مختلفون فيها، فكل مذهب وكل طائفة لهم سنة تختلف عن ما لدى الآخرين، إضافة إلى أنك عندما تخطب وتحدث وتقول قال رسول الله أمام أي حديث أنت بهذا تفتح المجال للكذب على رسول الله عند عامة الناس فأي شخص سيأتي ويقول قال رسول الله وهم لا يعرفون صدقه من كذبه، والكل مجمع على أنه كذب على رسول الله بآلاف الأحاديث لهذا ليست منهجية صحيحة في العمل، ويجب أن نغلق الباب الذي سيكون له تأثيرات وتداعيات سلبية على الدين والمسلمين، وأضاف أن المعتمد هو القرآن الكريم، ورسول الله لم يخالف القرآن مطلقا بل كان يتحرك بحركته، ويتوجه بتوجيهاته، ويطبق تعليماته، وهو الكتاب الذي تكفل الله بحفظه، وما روي موافقا له، ويشهد بصحته هو معروف ومحدود، ويعمل في ذلك بحديث العرض ووووو …. الخ.
– بخصوص موضوع الصحابة فلا أحد يسب إطلاقا، والحديث هو محصور في البعض ممن خالفوا رسول الله في حياته، وخالفوه بعد مماته، مما هو مشهود بصحته لدى الجميع، ومروي في كل كتب التاريخ، ولا يأت الحديث عنهم من باب التعصب أو النظرة الشخصية، وإنما ما له علاقة بنا، وفي إطار تصحيح وضعيتنا كمسلمين وفق كتاب الله القرآن الكريم، وبين وشرح بما فيه الكفاية والإقناع.
– بخصوص موضوع الشعار وهو الموضوع الأهم والساخن في هذه الجلسة والليلة المباركة، فبعد ما رأى السيد التخوف من رفعه في الجامع الكبير بالمنطقة والإصرار على ذلك، والتعذر بأن المجتمع سيواجهنا ولن يتقبل الموضوع، وأننا ننظر من هذا الاعتبار، وليس من زاوية السلطة فقط، وأن كل خشيتنا من المجتمع والدخول في خلاف وصراع معه ووووو ، أدرك السيد تماما وضعنا ومستوانا الداخلي والنفسي – طبعا بعد أن شرح ووضح وبين لنا أهمية الموضوع، وبدد كل الأعذار – حينها قال خلاص افعلوا لكم مسجد خاص بكم للصرخة، واحرصوا يكون قريبا من الناس والخط العام، وافعلوا مكبرات صوت حتى تصل الرسالة المطلوبة منه، وقبل ذلك كلموا من ذكرتم من المجتمع والشخصيات أنكم ستستقلون في مسجد آخر احتراما وتقديرا لهم، وأنكم ما كنتم ترغبون بذلك حفاظا على الوحدة والجماعة والأخوة، وأنكم تحملوهم المسؤولية أمام الله وووو.. الخ، وفعلا كلمناهم بهذا وامتنوا لنا وللسيد جدا، وشكروه، وله توجيهات مماثلة وإن كانت نادرة وخاصة ببعض المناطق التي كان يصعب ويتعذر رفع الشعار في مساجدها الجامعة، وكان يقول للبعض ممكن تتجمعوا في أي مكان ملفت ومهم وتعملوا لكم ولو طربال وتقيموا الجمعة، وتصرخوا بالشعار، وعندما ذكر له بعض الأخوان أن لبعضنا علاقة جيدة مع السلطة المحلية والتنفيذية والأمنية في المديرية، وبيننا لقاءات وتفاهمات واحترام متبادل، أكد “رضوان الله عليه” على أهمية أن تستمر هذه العلاقة، وأن يكون لنا لقاءات بهم وبالمجتمع، وأن نبين ونوضح لهم، ونوزع لهم “الملازم” وفعلا استقلينا في جامع صغير، وأقمنا الجمعة والصرخة، وبدأنا نتكاثر، ونجذب الناس إلينا، وللأمانة أن السيد حاول إقناعنا برفعه في الجامع الكبير بأسلوب هادئ جدا كما هي عادته، وحرص على طمأنتنا من كل النواحي، والجوانب، وتوعيتنا بأهمية ذلك، ولكن الخوف من السجن لدى الأغلب كان هو السائد مما دفع بالسيد لتقدير وضعيتنا، ونفسياتنا الضعيفة، واستمر في متابعة عملنا وتوجيهنا وارتاح كثيرا لعملنا، وقال لي ذات يوم خطواتكم جيدة ومثمرة، ولو يعمل الآخرون عندكم في بقية المناطق مثلكم ليحققوا نجاحا كبيرا، أقول وأسرد هذا باختصار وإلا فالجلسة كانت من أروع وأجمل وأفضل أيام ولحظات الحياة، وتركت أثرا غير عادي في نفوسنا جميعا، وقلبت الموازين تماما، وأحدثت تغييرا جذريا، ونقلة نوعية.