اكتشف هذا الشخص بعدها أن ولده كان مغتربا في السعودية فهو ليس من طلاب العلم أصلا وليس لديه هذا التوجه- يضيف لم يعد يهمني أبدا ولدي كنت مشغولا عنه بالسيد وما قاله السيد، وسمعته منه،
وقلت للسيد ماذا أعمل أريد أن أجاهد في سبيل الله وأتحرك، وأبذل نفسي ومالي وأهلي وولدي، لم يعد هناك شيء يهمني ويشغلني غير هذا؟ أعطاه السيد عددا من الدروس والمحاضرات، وعاد إلى قريته في بلاده يوزعها ويصرخ بالشعار، ويتحرك في أوساط الناس، ويكرر زياراته للسيد، انظروا جلسة واحدة مع السيد لرجل أمي لا يقرأ ولا يكتب أنسته كل شيء وحولته ١٠٠٪ إلى مجاهد من أحسن وأفضل المجاهدين، حمل سلاحه وذهب في الحرب الأولى من بلاده إلى “مران” عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام يجاهد مع السيد، وقاتل قتال الأبطال، وجرح جراحا مثخنة، وأسر نهاية الحرب، وسجن ولا زال مجاهدا إلى اليوم.
– موقف آخر لأحد الشباب الذي كان يمتلك سيارة صالون يعمل بها في الفرزة، وفي أحد زياراتنا للسيد، وسنتحدث عنها لاحقا، تعطلت بنا السيارة التي كانت تقلنا في الحصامة تقريبا قبل “الملاحيظ” حيث طريق الصعود إلى مران، جلسنا عصرا على قارعة الطريق، وفجأة مر لوحده بسيارته في الخط، وكنت أعرفه جيدا ويعرفني، ناديته بصوت مرتفع سمع صوتي وأوقف سيارته ورجع إلينا تحدثنا مع بعض قلت له إلى أين أنت ذاهب؟ قال إلى الملاحيظ أشوف لي مشاوير بالسيارة وأفعل يومين أدفا من البرد كان مصابا بالزكام والتهاب الصدر، شرحت له ما حل بنا، وطلبت منه نقلنا بسيارته إلى “مران” زيارة لسيدي حسين، ونعود آخر الليل، رغبته وشجعته كثيرا، فوافق ووفرنا له قيمة دبة بترول، وذهبنا، كانت مهمته يوصلنا إلى السيد، وينتظرنا للعودة، وصلنا وجلس معنا، استمع للحوار والنقاش مع السيد، وتأثر بشكل رهيب جدا، وذاب في السيد والمشروع القرآني، وتحول إلى مجاهد من أفضل المجاهدين، ولا زال إلى اليوم، وكرر زياراته بشكل مستمر للسيد، ونذر نفسه وسيارته وكل ما يملك في سبيل الله سبحانه وتعالى، وعاد إلى قريته ينشر الشعار، ويوزع الدروس والمحاضرات، ويثقف ويرشد الناس، وهدى الله على يديه الكثير من الشباب.
أنظروا هذه المواقف والصدف العابرة التي لم تأت عن سبق قصد وإعداد، وما تركته من أثر وتحول في نفوس هؤلاء كنموذج فقط، وغيرهم الكثير الكثير من كل المناطق، إنه التأثير والتأثر الذي صنعه هدى الله، وأحدثه في النفوس، إنه تأثير القيادة الربانية، والقرآن الكريم الذي لو أنزله الله على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون، كما يقول الله سبحانه وتعالى، إنه تأثير الدروس والمحاضرات (دروس من هدي القرآن الكريم) للشهيد القائد “رضوان الله عليه” التي لا زالت بين أيدينا، ولم نعد نتعامل معها بجدية، ونتفهمها ونتأملها بالشكل المطلوب، وللأسف الشديد.
نعود لنشرح قصة زيارتنا للسيد مع مجموعة من أبناء المنطقة حيث كنا قد بدأنا ننشط في المشروع، ونهتم بالدروس والمحاضرات يوميا، ونستضيف الآخرين، ونتناقش، ونتحاور، ونتفاهم، كنا نقرأ يوميا من العصر للمغرب درسا كاملا من أوله لآخره بكل شغف وشوق، وكان بعض الشباب ممن لم يستسيغوا الفكرة يحضرون مجلسنا ويناقشون ويسألون ويستفسرون فكريا وثقافيا، وعقائديا، وسياسيا، مجموعة من أخواني وزملائي وطلاب ومدرسي العلم كانوا قد تأثروا جدا، لكن هناك بعض الاستفسارات، وشيء من التردد وخصوصا في موضوع رفع الشعار في المسجد، قلت لهم لا بد من زيارة للسيد وسنعود نفس اليوم، اتفقنا وقررنا الذهاب عددنا تقريبا ١٢ شخص، في يوم الجمعة بعد الغداء،… يتبع.
#ميديا_أنصار_الله